التاريخ يعيد نفسهالتاريخ يعيد نفسهالتاريخ يعيد نفسهالتاريخ يعيد نفسه
Переклад

التاريخ يعيد نفسه

Andrey Manchuk
التاريخ يعيد نفسه
"لم تحرق الكتب زمرة من النازيين المرضى عقلياً، بل كان هذا فعلَ غالبية المجتمع: الطلاب الذين اخترعوا ذلك، والأساتذة الذين شاركوا في ذلك، والناس التي احتشدت لمشاهدة عملية الحرق"

06.03.2015

المقالة أدناه تبين أن الفاشية لها سمات مشتركة في أي بلد ظهرت فيه. فما أورده الكاتب من مقارنات بألمانيا النازية أيام صعود النازيين إلى السلطة وبما يجري في أوكرانيا الفاشية اليوم بإيجاء ودعم غير مستور من جانب "الديمقراطية" الأميركية والأوروبية الغربية شهدنا مثيله نحن أيضا في لبنان إبان الحرب الأهلية من قتل للمعارضين ومن تضخم نقدي ومن حرق للكتب "طوعي" أحياناً خوفا من "اكتشاف أمر" محب الاطلاع على الأدبيات الفاسدة والمفسدة إلخ.

ثمة نصوص في كتب روايات تسرد أحداث السنوات الخوالي، تشبه آخر الأخبار، وهذا مناسبة لنسأل أنفسنا، في أي زمن نحن في الواقع نعيش – في ذاك الزمن أم الآن؟

"أنا كنت أكسب شهرياً مئتي مليار مارك. كنا نُعطى المال مرتين في اليوم، وفي كل مرة كنا نأخذ استراحة لمدة نصف ساعة من أجل الذهاب سريعاً إلى المتجر وشراء أي شيء قبل إعلان سعر الصرف الجديد للدولار، إذ إن النقود كانت ستنخفض قيمتها بعد هذا مرة أخرى إلى النصف"، - هذا ما كتبه إريك ماريا ريمارك، متحدثاً عن التضخم في ألمانيا في العشرينات. وكتابه هذا الذي يحكي قصة عواقب الحرب والنازية على البلاد كان في زمن مضى على رفوف الكتب في كل بيوتنا تقريبا. أما الآن فيمكنك أن تجد هناك فحسب مجموعة بسيطة من روايات الحب المخصصة "للـنساء" أو من الكتيبات المخصصة لقراءات "الذكور"، كمثل اشتباك بالسلاح مع شرطة المكافحة ("القوات الخاصة") أو كمثل مبارزات بالسيف من نسج الخيال. ولكن التاريخ ينتقم انتقاماً قاسياً ممن اعتاد نسىيانه فيحوّل الماضي بسهولة إلى حاضر. ففي فبراير/شباط عام 2015، وبعد أن علم كثيرون من الأوكرانيين ممن تملكهم الذعر سعر الصرف الحالي للدولار في الصباح، غادروا العمل لينفقوا بسرعة ما لديهم من الهريفنيا (العملة الأوكرانية) المنخفض سعرها مجدداً في محلات السوبر ماركت – وذلك قبل أن تختفي هناك من على الرفوف كل الحنطة والزيت والسكر، وقبل أن "تنطّ" (تقفز) الأسعار أعلى مما كان "ينطّ" الناشطون في ماض قريب في ميدان كييف المسمى "الميدان الأوروبي".
حتى الآونة الأخيرة، كانت السلع في هذه المحلات توسم بعلامة خاصة على أنها منتجات "الاحتلال" الروسي – وهذا يذكر كل التذكير بألمانيا السنين الخوالي إياها، حيث كانت المحلات التجارية والمخازن "غير الآرية" توسم هي الأخرى بلافتات وعلامات "الخزي والعار". ولكن عندما فرضت اليوم في بعض شبكات البيع بالتجزئة رسميا قيود على بيع السلع لكل مشترٍ، اختفت منتجات العدو "المنبوذة" هذه بطريقة سحرية من على الرفوف. اكتسحها الأشخاص أنفسهم الذين هتفوا بالأمس في جوقة حماسية طنانة الهتافات الوطنية المبتذلة حتى بُحّ صوتهم. أما الآن فلم نعد نسمعهم تقريبا، على الرغم من أن الصدى تحسن تحسناً كبيراً في المخازن شبه الخاوية.
"التضخم هو الشكل الوحيد من بين أشكال العقاب من دون مسوّغ قانوني" – هذا قاله ذات مرة ميلتون فريدمان، كبير العارفين من بين الموظفين المسئولين والاقتصاديين، الذين ندين لهم بزيادة التعرفات وأزمة التضخم. ومع ذلك، ما يحدث الآن في أوكرانيا هو نتيجة طبيعية ومبرمجة لما حدث فيها قبل عام. فقد قدمت الحياةُ نفسُها للأوكرانيين درساً آخر، وهو ليس الدرس الأخير، فاضطرتهم أن يدفعوا بأسعار السوق ثمن الأوهام الليبرالية الجديدة والتعصب ضد الأجانب وهستيريا الحرب التي تكرر الهستيريا التي شهدناها لمائة سنة مضت، كما وصفها الكاتب المتميز ستيفان تسفايغ:
"تدريجيا، في هذه الأسابيع الأولى من حرب عام 1914، أصبح من المستحيل التحدث بعقلانية مع أي شخص. حتى الطيبون البشوشو المحيا المحبون للسلام باتوا مثل المجانين متعطشين للدماء. الأصدقاء الذين كنت أعرفهم فردويين وحتى فوضويين عتاة، تحولوا بين عشية وضحاها إلى وطنيين متعصبين ... الأصدقاء القدامى الذين لم أكن يوماً لأتشاجر معهم قالوا لي بفظاظة إنني لم أعد نمساوياً، وإن علي أن أغادر إلى فرنسا أو بلجيكا. نعم، هم حتى ألمحوا لي بحذر أن اعتباري الحرب جريمة ينبغي لفت السلطات إليه لأن "الانهزاميين" هم أخطر المجرمين في حق الوطن".
يبدو كل هذا مثابة نسخة طبق الأصل عن واقعنا الأوكراني الحالي. الفرق الوحيد هو فقط أن مواطنينا لا يعتبرون من الضروري أن يكونوا حذرين حيال لصق الاتهامات بالمعارضين، وحيال تجريم من ينظر إلى الحرب كجريمة في الوعي العام باعتبار هذا التجريم أمراً طبيعياً تماماً في مجتمع طبيعي. فالأوكرانيون الذين حُوِّلوا من زمان إلى أنصاف متعلمين، إلى أمة تربّت على الثقافة الجماهيرية الرخيصة، سمحوا بسهولة بإقناع أنفسهم أن "الميدان الأوروبي" الذي نظمته النُخَب كان شيئا خاصا وفريدا - مثل مصباح الأيفون المشعّ نوره في عصر الظلام. بيد أن التاريخ يعرف في واقع الأمر أمثلة وما أكثرها على الكراهية والتعصب المبالغ فيهما من قبل الدعاية وقد اجتاحا أفئدة جماهير الشعب فاستسهلا مساواة المعارضة بالخيانة، وخلطا بين الديمقراطية والدكتاتورية، بين الكرامة والإخبار التجسسي. وكانت ثمار الشجرة المزروعة في تربة مثل هذه المشاعر هي دائما القمع والعنف والاضطهاد والمذابح.
في 24 فبراير، وقبل بدء المحاضرات نظم طلاب كلية الجغرافيا في جامعة لفوف "ممرَّ عارٍ" لأستاذتهم الأستاذة المساعدة أولغا زاغولسكايا فاصطفوا خارج القاعة حيث كان من المقرر أن تلقى المحاضرة. وكان ذنب هذه المرأة أنها أعربت علنا في موقعها على الإنترنت عن وجهة نظرها الشخصية حيال الأحداث في أوكرانيا، منتقدة التعبئة العامة والحرب في الدونباس. كما قالت زاغولسكايا نفسها على صفحتها إن هذه التظاهرة حضرها رجال امن الدولة وصحافيو القناة التلفزيونية 24 الذين كانوا يعتزمون تصوير إذلال هذه المنشقّة لاظهارها على الهواء في جميع أنحاء أوكرانيا. وكان المبادرون إلى مسرحية التنكيل هذه، وفقا لها، هم الفيلسوف ميروسلاف بوبوفيتش والكاتبان الوطنيا النزعة يوري فينيتشوك وأوتار دوفجنكو. وتحدثت صحيفة محلية بغضب عن "انفصاليةٍ" تقبع بين جدران جامعة وطنية، محرضةً في الواقع على معاقبة شخص تجرأ على التعبير عن معتقداته علنا.
" قال اوليج فِكلين، طالب الدراسات عليا، وأحد منظمي هذا "الاحتجاج" الذي تسميه وسائل الاعلام المحلية بكل جدية "ممر العار": "نحن الذين اعلنّا التقاليد المجيدة خلال "ثورة الكرامة”... لدينا رأي مختلف، ولن نقيم اعتباراً لأناس مثلها". ويبدو أنه حقا لا يلاحظ في كلماته أية سخرية أو أية تناقضات.
فوفقا لزاغولسكايا، تعتزم رئاسة الجامعة، بعد أن رفضت الذهاب إلى المحاضرة، فصلها بجريرة الغياب، وبالتالي، يضحي واضحاً تماماً أن "مطاردة الساحرات" (المعارضين كما في عهد المكارثية - المترجم) هذه، سمحت بها رسميا إدارة الجامعة.
"بدأ عميد الكلية يتصل بالهاتف ليسألني، لماذا لست في الدرس. وقد سجلوا تغيبي، ربما للمرة الأولى في التاريخ الحديث للكلية. أنا الشخص الذي خلال كل أوقات عملي في الجامعة لم أكن قط حتى في إجازة مرضيّة، وكنت أذهب إلى العمل انطلاقا من الشعور بالواجب حتى في حالة المرض، ها هم يريدون طردي من العمل بسبب التغيب عن الدرس. لكيلا تكون هناك أية إجراءات قانونية. وهذا قبل ثلاث سنوات تسبق إحالتي على التقاعد" - كتبت هذه الأستاذة المساعدة الجامعية في مدينة لفوف الأوروبية الحرة. حيث، بالمناسبة، عشية ذلك لمّوا الزيت والحنطة من رفوف المتاجر.
ومع ذلك، لا داعي للسخرية. فما يحدث الآن في جامعة لفوف، وكذلك في الجامعات الأخرى في بلادنا - حدث حقا في أوروبا النصف الأول من القرن الماضي. هو ليس طبعاً "مذابح لفوف" عام 1941 التي نظمتها شرطة القوميين الأوكران آنذاك بموافقة الإدارة الألمانية للمدينة، حيث يُعتبر هؤلاء القوميون المتعاونون مع هتلر الآن أبطالاً (هذا لمناسبة ما ذكره طالب الدراسات العليا فكلين عن "التقاليد المجيدة"). إلا أن الاضطهاد المعنوي والإداري للمعارضين من معلمين وطلاب كان شيئاعادياً بالنسبة لألمانيا أو النمسا زمن استتباب الحكم النازي هناك منذ العام 1931، عندما حصل ممثلو اتحاد الطلاب الألماني الاشتراكي الوطني على نسبة 44.4٪ من الأصوات في انتخابات اللجنة الطلابية لعموم ألمانيا، ووضعوا الحركة الطلابية بطريقة ديمقراطية كلياً تحت سيطرتهم الكاملة.
اليوم صار مقبولاً أن يصوَّر جماعة البلطجية النازيين بمثابة مرتكبي مذابح وكأنهم من عداد الرعاع والراديكاليين المتطرفين. إلا أن حزب هتلر حظي آنذاك بتأييد كبير ضمن "التيار" الطلابي الأساسي الذي تمثل في ذلك الحين بالمتحدرين من الطبقات المتوسطة والعليا في المجتمع. وقد كانت تُطرد من الجامعات الألمانية في كل مكان الـ"عناصر الغير الموثوق بها" فيما كان يجري إرهاب المنشقين. فقد كتب ليون فيوكتْوانجر في عام 1933 في روايته "عائلة أوبرمان" وهو يتحدث عن كيفية سيطرة الفكر النازي على أفئدة الناس، كيف بات أحد أبطاله، وهو برتولد اوبرمان، الشاب اليافع من عائلة يهودية "مُجَرمَنة" منذ فترة طويلة، ضحية لاضطهاد معلّم نازي مع طلابه المطيعين الذين راحوا يهتفون بحماس شعارات النازية، متشربين الأساطير التاريخية عن ماضي ألمانيا العظيم. وكيف أبعدوا من إدارة المدرسة الثانوية مديرها الذي لم يتمتع بما يكفي من نزعة وطنية، وكيف قتلوا الصحافي الذي انتقد الفوهرر، ثم أوصلوا إلى الانتحار الشاب الصغير اوبرمان.
كل هذه المأساة تتكشف عند فيوكتوانجر على خلفية واقع عادي تماما لا يزال فيه الملايين من الناس العاديين يعيشون حياتهم الخاصة كما في السابق، وفي صخب المشاغل اليومية، دون أن يعيروا الصراع السياسي كبير اهتمام ، ويسايرون بكل طيبة خاطر المنتصرين الذين يكونون قد أخضعوا بسرعة لسلطتهم النظام التعليمي في البلاد.
"في الجامعات الألمانية تم إنشاء "لجان مكافحة الروح غير الألمانية". وقد كان هدفها التخلص من الأساتذة غير المرغوب فيهم، و"تنظيف" المكتبة من المؤلفات التي لا ترتبط بالأيديولوجية النازية، وتشجيع الجامعات على وضع حد لـ"الروح اليهودية" وأن تصبح معقلا للقومية الألمانية المتعصبة". هذا ما كتبته الباحثة المعاصرة أوجينيا ليوزينا. وعادة ما كان الطلاب الوطنيو النزعة في الجامعات ينظمون مثل "ممرات العار" هذه من خلال منع الجمهور الطلابي وكذلك الأساتذة غير الموالين للنظام الذين يتعرضون لجميع أنواع الإذلال من الدخول إلى قاعة المحاضرات.
لقد كان اتحاد الطلاب الألمان المبادر الأول إلى التحرك السيء الصيت "ضد الروح غير الألمانية" والذي انتهى إلى حرق كل الكتب ذات النزعة "المفسدة" غير الوطنية على مرأى من الجميع. قد تم إجبار المدرسين والأساتذة على المجيء إلى ميدان الأوبرا في برلين، بالقرب من مبنى جامعة فريدريش فيلهلم، حيث راح الطلاب يرمون بالكتب في النار ويرددون هتافات وشعارات وطنية:
"ضد الصراع الطبقي والمادية! مع الأمة والنظرة المثالية. إني أضرم النار في كتابات ماركس وكاوتسكي". 
"لنرفع صوتنا ضد المتهربين والخونة والسياسية، ولنمنح كل قوانا للشعب والدولة! إني أضرم النار في أعمال فريدريش فيلهلم فورستر". 
"لا لتزوير تاريخنا الوطني وللإساءة للأسماء الكبيرة وسنعمل على تقديس ماضينا! إني أضرم النار في أعمال إميل لودفيج وفيرنر هِغيمان".
"لا للصحافة المعادية للشعب ذات الطابع اليهودي الديمقراطي خلال سنوات استعادة عافية الأمة! إني أضرم النار في أعمال تيودور وولف وجورج برنارد”.
"لا لروح التفلت الجنسي المفسدة! عاش النبل في النفس البشرية! إني أضرم النار في أعمال سيغموند فرويد".
"لا للكتبة الذين يخونون أبطال الحرب. عاشت تربية الشباب على الروح التاريخية الحقة! إني أضرم النار في أعمال إريك ماريا ريمارك".
أهم شيء لا بد أن نلاحظه هو أن حملة "الطلاب" هذه حظيت بدعم قوي بدلا من أن تلقى مقاومة في المجتمع المستعر بالدعاية القومية. فقد كتب الصحافي فولكر فايدرمان: "في عام 1933، أحرقت الكتب لا مجموعة من النازيين المرضى نفسياً، بل كان هذا من فعل غالبية المجتمع: الطلاب الذين ابتدعوا تلك الحملة، والأساتذة الذين شاركوا فيها، والشعب الذي جاء بأعداد كبيرة ليتفرج على عملية الحرق وجلب معه الكتب ليرمي بها في النار”.
وتقول ليوزينا "إن إقالة الأساتذة اليهود من الجامعات على نطاق واسع لم تتسبب بأي احتجاجات تذكر لا بين الطلاب ولا بين الأساتذة والمثقفين الألمان. فحرق الكتب كان يستجيب كلياً لمشاعر الرأي العام السائدة آنذاك". وهذا يضطرنا مرة أخرى إلى أن نتذكر اضطهاد المدرّسة في جامعة لفوف، حيث تألب عليها الآن جماعة مكتب العميد والطلاب والكتاب والفلاسفة ووكالات الاستخبارات ووسائل الإعلام.
وبطبيعة الحال، ليس من الضروري أن نقابل مباشرة بين أوكرانيا الحالية وألمانيا في ذلك الوقت. ولكن سيكون من باب قصر النظر والمكر ألا نلاحظ أن بذور ماضيها بزغت وانتشرت في حاضرنا - ولا أحد يقرأ الكتب التي كان يمكن أن تخبر عن ذلك طلابنا. فمعلوم منذ أيام ثيوسيديدز أن "التاريخ يحب أن يكرر نفسه." لكن الأمل أن يكرر نفسه دائما في شكل مهزلة، كثيرا ما كان يؤدي إلى مآسٍ جديدة.

ترجمة ميشال يمّين

Liva

بقلم أندريه مَنتشوك

 أندريه منتشوك صحافي وكاتب اجتماعي أوكراني يساري مبدع حضر إلى لبنان بعيد الحرب الأهلية ورأى بأم العين الخراب والدمار والتقى الناس والأحزاب فعاين كل ما أحدثته الحرب عندنا من تدمير للحجر والبشر وهذا ما يجعله اليوم شاهداً على أحداث بلاده بخلفية العارف، وما يجعلنا نتذكر ونأخذ العبرة من التاريخ "كيلا يرتد علينا الماضي المؤلم".


Підтримка
  • BTC: bc1qu5fqdlu8zdxwwm3vpg35wqgw28wlqpl2ltcvnh
  • BCH: qp87gcztla4lpzq6p2nlxhu56wwgjsyl3y7euzzjvf
  • BTG: btg1qgeq82g7efnmawckajx7xr5wgdmnagn3j4gjv7x
  • ETH: 0xe51FF8F0D4d23022AE8e888b8d9B1213846ecaC0
  • LTC: ltc1q3vrqe8tyzcckgc2hwuq43f29488vngvrejq4dq

2011-2020 © - ЛІВА інтернет-журнал